الأرشيف الوطني الإماراتي مكانته ودوره في بناء الذاكرة والهوية الإمارتية وإعادة صياغة التاريخ الوطني

إن تطور الأرشيف الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة هو موضوع حيوي يستحق الاهتمام والدراسة، كونه يُعد من أهم المؤسسات الأهلية التي تُسهم في الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية والمحافظة على تراث الأمة، ويعكس تاريخ الدولة وثقافتها وهوية شعبها. كما يعتبر الأرشيف الوطني بأبو ظبي خصوصاً مصدرًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ والثقافة وعلوم الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ الأمر الذي يتطلب الحفاظ عليها، وتطويرها بما يتوافق مع التطورات الحديثة في مجال الأرشفة والتوثيق.
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة تطور الأرشيف الوطني في الإمارات العربية المتحدة في الفترة الممتدة من عام 1968 وحتى عام 2016، وتُعد هذه الفترة مهمة جدًا، حيث شهدت الدولة تحولات وتطورات كبيرة في مختلف المجالات، لذلك، كان من الضروري دراسة تطور الأرشيف الوطني خلال هذه الفترة لفهم دوره في المحافظة على التراث الوطني وتطور الهوية الوطنية، من أجل ضمان استمرارية أهميته، فقد أعطته دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا ورعايةً خاصة، منها ما شمل تطوير الأنشطة الحالية وتنفيذ التقنيات المحدثة، وتطوير البنية التحتية للأرشيف الوطني، ومنها ما تعلق بتحديث الأساليب والتقنيات المستخدمة في الحفظ والإدارة.
ومن الإشكاليات التي تعالجها هذه الورقة البحثية: ما هي أهمية الأرشيف الوطني الإماراتي في الحفاظ على تاريخ الدولة وتوثيقه؟ وكيف تطور الأرشيف الوطني منذ تأسيسه في عام 1968 وحتى عام 2016؟ وما هي الثغرات والفجوات التي تواجه عملية الحفظ والتوثيق؟ وما هي السياسات والقوانين التي تنظم الأرشيف في الدولة وما هي نقاط الضعف فيها؟ وما هو محتوى الأرشيف الوطني وكيف يتم جمع الوثائق وتقييمها؟ وما هو إسهام الأرشيف الوطني في إثراء المعرفة والدراسات حول الدولة والمنطقة؟