الفلاح المصري ما بين الالتزام والاحتکار فى مصر فى العصر العثماني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب- جامعة دمنهور

المستخلص

يؤلف الفلاحون ثلاثة أرباع سکان البلاد، فمصر ليست هبة النيل وحده، لأن النيل يشق طريقه فى أکثر من بلد، ولم تستطع إحداها أن تنشئ حضارة مثل الحضارة المصرية الخالدة، بل إن السواعد المصرية هى التى استطاعت الاستفادة من النيل وأقامت حضارتها على النحو المألوف الذى يجذب سکان العالم للتمتع بأهمية الآثار، والإقامة زمنًا بين بساط الطبيعة النضرة – فالعقل المصرى المبتکر وسواعد الفلاحين الدائبة على العمل هى التى روضت النهر وهذبته واستخدمته فى سبيل تدعيم الحضارة المستمرة. لم تنم عين الفلاح يومًا عن التربة الخصبة، ولم تتقاعس همته عن ممارسة الأعمال الشاقة، بل احکمت الرباط بين القوى البشرية وقوى الطبيعة فتشکلت مصر على النحو الذي نراه. ومما لا شک فيه أن الفلسفة الحديثة لمفهوم الفلاحة والفلاحين ستثمر خيرًا وکبيرًا لهذه البلاد. وهى فلسفة توثيق العلاقات الإنسانية بين المنتج الحق وبين الأرض التى تخرج من باطنها الخير والبرکات.
ومن لطائف فلسفة أجدادنا الفلاحين رأوا فى نهر النيل القوة الخلاقة التى أعطتهم أسباب الحياة والعيش الدائم فاتجهوا إليه، واتخذوا منه إلهًا وجعلوه معبودًا يتقربون إليه ويقدمون القرابين، وکان يُحلّو لهم أن يذوبوا بين أمواجه، وأن يقيموا بين تبره لا يعنون بمظاهر المدينة البرامة، نزعوا عن أنفسهم دثار الترف واللهو وتزووا برداء العمل الشاق، يعطون کما يعطى النهر ولا يبغون جزاءً ولا شکورًا –

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية